آخبار عاجل

 ماذا قال الخبير التربوي للأب لحل مشكلته مع ابنه المراهق ؟ .. بقلم : « سلوى المؤيد

18 - 03 - 2019 12:00 1464

الحلقة الـ  55 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان :  ماذا قال الخبير التربوي للأب لحل مشكلته مع ابنه المراهق ؟.

      ..........................................                                                                        

جلسا الأب والأم يفكران ويتشاوران ..كيف يحلا مشكلتهما مع  إبنهما المراهق ياسر بعد أن فقدا ثقتهما فيه عندما تدهورت درجاته الدراسية بسبب إهماله .. وكذلك لكسره قاعدة  أساسية  في البيت ..وهي عودته الساعة الثانية صباحاً بدلاً من الوقت الذي اتفقا عليه معه وهو الثانية عشر والنصف مساءً في ليلة الإجازة المدرسية ..إلي جانب  صدمتهم فيه عندما اكتشفا أنه عاد مخموراً .

كانا الأب والأم حائران كيف يستعيدا ثقتهما في ياسر مرة أخرى بعد أن خسر هذه الثقة .. خصوصاً أنهما اكتشفا وهما يتحدثان معه أنه كان لا يذهب إلى المدرسة كما كانا يعتقدان.. وإنما  كان يتجول بلامسؤلية مع أصدقا ئه  في المجمعات التجارية أو  في سيارة صديقه أو يجتمعون في بيت أحد أصدقائه  في غياب  والديه  في العمل .

وبدأ الأب عقابه لإبنه بإن حرمه خلال ٦ أسابيع من   الخروج مع أصدقائه سواء في أيام المدرسة أو ليلة  الإجازة الإسبوعية .. ثم منعه من الذهاب إلى أية رحلة   خاصة معهم ..وكان الجو في البيت طوال فترة العقاب متوتراً كئيباً   .

كان ياسر يتفادى والديه وهما يبادلانه نفس المعاملة ..لكن الأمر الوحيد الذي أسعدهما  أنهما لاحظا تطور درجات ياسر الدراسية ..وفي ذلك اليوم بالذات قرر الأب زيارة  الخبير النفسي التربوي  لكي يساعده على فهم إبنه خلال مروره بفترة المراهقة ..حتى يستعيد ذلك الإبن الذي كان يشعر بالمسؤلية من قبل ..وسيكون كذلك بإذن الله إذا ما اهتم به كأب مسؤول  مع والدته ما داما قد قررا إنجابه  حتى يكون  إنساناً متزناً ومسؤلاً وسعيداً . 

بدأ الأب حديثه قائلاً "  أنا وزوجتي حائران  كيف نتصرف مع إبننا ياسر بعد أن منحناه ثقة كبيرة وأساء استخدامها وخسر ثقتنا ..رغم أننا نلاحظ أنه يبذل مجهوداً كبيراً أثناء عقابه لكي يطور أدائه الدراسي  .. لا ندري ..هل إذا منحناه الثقة مرة أخرى سيسيء استخدامها ؟ ..لكننا أيضاً لا نريد أن يظل حبيس البيت مدة أطول من ٦ أسابيع ..لإن ذلك العقاب لا يسرنا جميعاً.. نحن تعساء به وهو أيضاً ؟

 طلب الخبير التربوي من الأب أن يقص عليه كل ما حدث له وزوجته مع إبنهما ياسر والتغير الذي طرأ على شخصيته مؤخراً .

ثم قال للأب " إن أول أمر مطلوب منكما كوالدين أن تعيدا صياغة قواعد البيت الأساسية بالنسبة لتعاملكما مع ابنكما .. وهو ما سأقوم بتوضيحه لكما .

رد الأب " لكننا فقدنا ثقتنا فيه كشخص مسؤول ..فهل سنستطيع أن نستعيد هذه الثقة ..وماذا نفعل ؟وهو غير قادر على الإنتظار ومتحرق لاسترداد هذه الحرية..ويوعدنا أنه سيكون شخصاً مسؤولاً  .

كان ياسر بالفعل متلهف لاسترداد حريته السابقة المسؤولة..لقد علمته أخطائه بعض الدروس الهامة والمؤلمة..اكتشف أن الثقة رقيقة وقابلة للكسر بسهولة إدا لم تكن تصرفاته مسؤولة ..وأنه لكي يكسب ثقة والديه مرة أخرى ..يحتاج إلى بعض الوقت .

جلس المعالج النفسي في الجلسة الثانية مع الأب والأم معاً ليناقش معهما ما معنى الحرية.. وما معنى الإمتيازات التي يحصل عليه الأبناء ومتى يمكنهم الحصول عليها  ؟.. وماذا تعني المسؤلية والثقة بين الآباء والأبناء ؟ومتى تكون وكيف تنمو وتساعد الإبن على  اكتساب الإحساس بالمسؤلية والنضج العقلي والإجتماعي ؟.

                                      ثم ناقش معهما مسألة الحدود ..وشرح ماهي الحدود المتساهلة أو المتسامحة.؟ التي يحاول الأبناء من خلالها اختبار مدى جدية آبائهم في ردعهم إذا أساءوا التصرف ..لكي يجدوا منفذاً لعدم الطاعة  فيحدث ما يشبه الفوضى العائلية  .. فلا يدرك كل طرف تحديداً ما هي واجباته و ماهي حقوقه .

ثم شرح الخبير التربوي للوالدين إهمية الحدود الديمقراطية القائمة على النتائج المنطقية لكي يدعما الحدود التي يضعاها لإبنائهما كي يستخدماها .

 عندئذ  شعر الأب والأم أن الصورة أصبحت  واضحة أمامهما حول الكيفية التي يجب أن يعاملا ابنهما المراهق في المستقبل.. و مستعدان لمنحه بعض الإمتيازات ليختبرا مقدار ما سيتحمل منها   بمسؤلية ..لكنهما هذه المرة سيستخدما حدود حازمة أكثر لإرشاده حول  ما يريد اكتشافه من أمور تتعلق بشخصيته أو الحياة حوله .

 

 



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved